03-01-23
السوشيال ميديا.. بين الحقيقة والوهم!
السوشيال ميديا أو مواقع التواصل الإجتماعي، ترسانة من المواقع والتطبيقات والمنصات ظهرت لتسهيل عمليات التواصل وتبادل الآراء والأفكار والاطلاع على ثقافات وتقاليد ومعتقدات مجتمعات متباعدة، مختصرة بذلك المكان والزمان بين الأفراد لتجعل العالم أصغر مما يبدوا. ولأنها مجانية ولا تضع أي شروط أو قيود لمستخدميها أضحت هذه المواقع ملاذا لجميع طبقات المجتمع ولم تعد مقتصرة على طبقة أو فئة معينة، كل يعبر كيفما يشاء وقت ما يشاء، مطلقة العنان لمرتاديها لينشروا أفكارا وصور وفيديوهات و…إلخ، تتراقص على أوتار اللايكات صانعة محتوا يجمع مزيجا من وجهات نظر المتباينة. لكن هل هويتنا الرقمية هي نفسها هويتنا الحقيقية؟
لا مكان تغمره المثالية والكمال أكثر من مواقع التواصل الاجتماعي، حيث لا مكان للدناءة والقبح والبشاعة، يتمهل كل فرد في آنتقاء حالاته وعباراته إنتقاءا، يزيد من هنا وينقص من هناك، يتفنن في مدح نفسه وإظهار محاسنه، هنا الجميع يحظى بحياة رائعة، لافرق بين العاقل والجاهل، بين الصالح والطالح، بين العالم والجاهل، كل يجمع لايكاته ويبتهج لها، في رحلة السعي وراء الكمال وبعد كل خطوة يكسب قدرا إضافيا من التزييف، لتكشف لنا هذه المواقع جانبا مخفيا من النفاق والانفصام في شخصياتنا.